18637- عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"الجنة لبنة من فضة ولبنة من ذهب، وملاطها المسك".
رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
18638- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لما خلق الله جنة عدن خلق فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ثم قال لها: تكلمي، فقالت: {قد أفلح المؤمنون}".
18639- وفي رواية: "خلق الله جنة عدن بيده، ودلى فيها ثمارها، وشق فيها أنهارها، ثم نظر فيها فقال لها: تكلمي، فقالت: {قد أفلح المؤمنون} فقال: وعزتي لا يجاورني فيك بخيل".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وأحد إسنادي الطبراني في الأوسط جيد.
18640- وعن ابن عمر قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الجنة فقال:
"من يدخل الجنة يحيا فيها ولا يموت، وينعم فيها ولا يبأس، لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه". قيل: يا رسول الله ما بناؤها؟ قال: "لبنة من ذهب ولبنة من فضة، ملاطها المسك، ترابها الزعفران، حصباؤها اللؤلؤ والياقوت".
رواه الطبراني بإسناد حسن الترمذي لرجاله.
18641- وعن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"خلق الله تبارك وتعالى الجنة، لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وملاطها المسك".
18642- وفي رواية: "حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وملاطها المسك، وقال لها: تكلمي، فقالت: {قد أفلح المؤمنون} فقالت الملائكة: طوباك منزل الملوك".
رواه البزار مرفوعاً وموقوفاً، والطبراني في الأوسط إلا أنه قال: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله خلق جنة عدن بيده، لبنة من ذهب ولبنة من فضة".
والباقي بنحوه، ورجال الموقوف رجال الصحيح، وأبو سعيد لا يقول هذا إلا بتوقيف.
18643- وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله خلق الجنة بيضاء".
رواه البزار وفيه هشام بن زياد أبو المقدام وهو متروك.
باب في سعة أبواب الجنة
18644- عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ما بين مصراعين في الجنة لمسيرة أربعين سنة".
رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله وثقوا على ضعف فيهم.
18645- وعن معاوية بن حيدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أنتم توفون سبعين أمة أنتم آخرها وأكرمها على الله عز وجل، وما بين مصراعين من مصاريع الجنة أربعين عاماً، وليأتين عليه يوم وإنه لكظيظ".
قلت: عند الترمذي وغيره بعضه.
رواه أحمد ورجاله ثقات.
18646- وعن عبد الله بن سلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن ما بين المصراعين في الجنة أربعون عاماً، وليأتين يوم يزاحم عليه كازدحام الإبل وردت لخمس ظماء".
رواه الطبراني وفيه رزيك بن أبي رزيك ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
باب ما جاء في جنات الفردوس
18647- عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"جنان الفردوس أربع". قلت: فذكر الحديث.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
18648- وعن سمرة - يعني ابن جندب - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الفردوس ربوة الجنة، وأعلاها وأوسطها ومنها تفجر أنهار الجنة".
رواه الطبراني والبزار باختصار وزاد فيه: "فإن سألتم الله تعالى فسلوه الفردوس".
وأحد أسانيد الطبراني رجاله وثقوا وفي بعضهم ضعف.
18649- وعن العرباض بن سارية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن سألتم الله فسلوه الفردوس".
رواه البزار ورجاله ثقات.
18650- وعن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لنا:
"إن الفردوس هي ربوة الجنة الوسطى التي هي أرفعها وأحسنها".
رواه البزار وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف.
18651- وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"سلوا الله الفردوس فإنها سرة الجنة، وإن أهل الفردوس ليسمعون أطيط العرش".
رواه الطبراني وفيه جعفر بن الزبير وهو متروك.
باب لكل عمل من الخير باب من أبواب الجنة
18652- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لكل أهل عمل باب من أبواب الجنة يدعون منه بذلك العمل". فذكر الحديث.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عمرو بن علقمة وقد وثقه جماعة.
18653- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا كان يوم القيامة دعي الإنسان بأكثر عمله، فإن كانت الصلاة أفضل دعي بها، وإن كان صيامه دعي به، وإن كان الجهاد دعي به، ثم يأتي باباً من أبواب الجنة يقال له: الريان، يدعى منه الصائمون". قال أبو بكر الصديق: يا رسول الله أثم أحد يدعى بعملين؟ قال: "نعم، أنت".
رواه البزار وإسناده حسن.
باب كيف الإذن بدخول الجنة
18654- عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يدخل الجنة أحد إلا بجوار بسم الله الرحمن الرحيم، كتاب من الله لفلان بن فلان، ادخلوا جنة عالية قطوفها دانية".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط.
باب كيف يدخل أهل الجنة الجنة
18655- عن معاذ بن جبل أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم - أو سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: -
"يدخل أهل الجنة الجنة جرداً مرداً مكحلين بني ثلاثين سنة".
18656- وفي رواية: "يبعث المؤمنون يوم القيامة جرداً مرداً مكحلينبني ثلاثين سنة".
رواه كله أحمد وإسناد الرواية الأولى حسن متصل.
18657- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يدخل أهل الجنة الجنة جرداً مرداً مكحلين".
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد.
18658- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يدخل أهل الجنة الجنة جرداً مرداً بيضاً جعداً مكحلين، أبناء ثلاث وثلاثين، وهم على خلق آدم صلى الله عليه وسلم، ستون ذراعاً في سبعة أذرع".
قلت: في الصحيح بعضه.
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وإسناده حسن.
18659- وعن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - شك أبو خيثمة - أنه قال:
"من مات من أهل الدنيا صغيراً أو كبيراً يردون إلى ستين سنة في الجنة لا يزيدون عليها أبداً، وكذلك أهل النار".
رواه الطبراني بإسناد ضعيف فيه ابن لهيعة وهو مخالف للثقات فيما رووه والله أعلم.
باب في شكر أهل الجنة لله تعالى الذي هداهم للإسلام
18660- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كل أهل النار يرى مقعده من الجنة فيقول: لو أن الله هداني! فتكون عليه حسرة".
قال: "وكل أهل الجنة يرى مقعده من النار فيقول: لولا أن الله هداني! فيكون له شكرا".
18661- وفي رواية: "لا يدخل أحد النار إلا رأى مقعده من الجنة لو أحسن ليكون عليه حسرة، ولا يدخل أحد الجنة إلا رأى مقعده من النار لو أساء ليزداد شكراً".
رواه كله أحمد ورجال الرواية الأولى رجال الصحيح.
باب في تربة الجنة
18662- عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لليهود: "إني سائلهم
عن تربة الجنة، وهي درمكة بيضاء".فسألهم فقالوا: خبزة يا أبا القاسم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الخبز من الدرمك".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير مجالد ووثقه غير واحد.
باب فيمن يدخل الجنة من النساء
18663- عن عمارة بن خزيمة قال: بينما نحن عند عمرو بن العاص في حج أو عمرة قال: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الشعب إذ قال: "انظروا هل ترون شيئاً؟". فقلنا: نرى غربان منها غراب أعصم أحمر المنقار والرجلين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة من النساء إلا من كان منهن مثل هذا الغراب في الغربان".
18664- وفي رواية: كنا مع عمرو بن العاص في حج أو عمرة، حتى إذا كنا بمر الظهران (موضع بقرب مكة) إذا امرأة في هودجها. فذكر نحوه.
رواه أحمد ورجاله ثقات.
باب في أهل الجنة منزلة وآخر من يدخلونها
18665- عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"آخر رجلين يخرجان من النار يقول الله لأحدهما: يا ابن آدم ما أعددت لهذا اليوم؟ هل عملت خيراً قط؟ هل رجوتني؟ فيقول: لا يا رب، فيؤمر به إلى النار وهو أشد حسرة.
ويقول للآخر: يا ابن آدم ما أعددت لهذا اليوم؟ هل عملت خيراً قط؟ هل رجوتني؟ فيقول: لا يا رب، إلا أني كنت أرجوك".
قال: "فترفع له شجرة فيقول: يا رب، أقرني تحت هذه الشجرة فأستظل بظلها وآكل من ثمارها وأشرب من ماءها، ويعاهده أن لا يسأله غيرها، فيقره تحتها، ثم يرفع له شجرة هي أحسن من الأولى وأغدق ماء، فيقول: يا رب أقرني تحتها لا أسألك غيرها فأستظل بظلها وأشرب من ماءها، فيقول: يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ فيقره تحتها، ثم يرفع له شجرة عند باب الجنة، هي أحسن من الأوليين وأغدق ماء، فيقول: يا رب هذه أقرني تحتها، فيدنيه تحتها ويعاهده ألا يسأله غيرها. فيسمع أصوات أهل الجنة، فلا يتمالك فيقول: أي رب أدخلني الجنة، فيقول الله عز وجل: سل وتمن، فيسأل ويتمنى مقدار ثلاثة أيام من أيام الدنيا، ويلقنه الله ما لا علم له به، فيسأل ويتمنى، فإذا فرغ قال: لك ما سألت".
قال أبو سعيد: "ومثله معه". وقال أبو هريرة: "وعشرة أمثاله معه". فقال أحدهما لصاحبه: حدث بما سمعت وأحدث بما سمعت.
رواه أحمد والبزار بنحوه إلا أنه قال: عن أبي سعيد: "وعشرة أمثاله". وعن أبي هريرة مثله.
ورجالهما رجال الصحيح غير علي بن زيد وقد وثق على ضعف فيه.
18666- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن أدنى أهل الجنة منزلة إن له لسبع درجات، وهو على السادسة فوقه والسابعة، وإن له لثلاث مائة خاد، ويغدا عليه ويراح بثلاث مائة صحفة - ولا أعلمه إلا قال: - من ذهب، في كل صحفة ما ليس في الأخرى، وإنه ليلذ أوله كما يلذ آخره، وإنه ليقول: يا رب لو أذنت لي لأطعمت أهل الجنة وسقيتهم لم ينقص مما عندي شيء، وإن له من الحور العين لاثنتين وسبعين زوجة، وإن الواحدة منهن لتأخذ مقعدها قدر ميل من الأرض".
رواه أحمد ورجال ثقات على ضعف في بعضهم.
18667- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن أدنى أهل الجنة حظاً أو نصبياً قوم يخرجهم الله من النار فيرتاح لهم الرب تبارك وتعالى أنهم كانوا لا يشركون بالله شيئاً، فيبدون بالعراء، فينبتون كما ينبت البقل، حتى إذا دخلت الأرواح في أجسادهم قالوا: ربنا كالذي أخرجتنا من النار ورجعت الأرواح إلى أجسادنا فاصرف وجوهنا عن النار". قال: "فيصرف وجوههم عن النار".
رواه البزار ورجاله ثقات.
18668- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو أن أدنى أهل الجنة حلية عدلت حليته عليه أهل الدنيا جميعاً".
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله ثقات.
18669- وعن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"إن أدنى أهل الجنة منزلة لينظر في ملكه ألفي سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه، ينظر إلى أزواجه وخدمه".
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وفي أسانيدهم ثوير بن أبي فاختة وهو مجمع على ضعفه.
18670- وعن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن أسفل أهل الجنة أجمعين درجة لمن يقوم على رأسه عشرة الآف، بيدي كل واحد صحيفتان، واحدة من ذهب والأخرى من فضة، في كل واحدة لون ليس في الأخرى مثله، يأكل من آخرها مثل ما يأكل من أولها، يجد لآخرها من الطيب واللذة مثل الذي يجد لأولها، ثم يكون ذلك ريح المسك الأذفر، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتمخطون، إخواناً على سرر متقابلين".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
18671- وعن عوف بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"قد علمت آخر أهل الجنة دخولاً رجل كان يقول: اللهم زحزحني عن النار، ولا يقول: أدخلني الجنة، فإذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار بقي ذلك الرجل فقال: يا رب ما لي ههنا؟ قال: ذاك الذي كنت تسألني يا ابن آدم، قال: يا رب أدنني من الجنة، قال: يا ابن آدم لم تكن تسألني! قال: فينشئ الله له شجرة على باب الجنة، فيقول: يا رب أدنني من هذه الشجرة فآكل من ثمرها وأستظل بظلها، فيقول: يا ابن آدم ألم تكن تسألني أن أزحزحك عن النار؟ فلا يزال يسأل حتى يقال له: اذهب فلك ما بلغت قدماك ورأت عيناك".
رواه الطبراني بنحوه إلا أنه قال: "هذا ما كنت تسألني يا ابن آدم، فبينا هو كذلك إذ بدت له شجرة من باب الجنة داخلة الجنة، قال: يا رب أدنني من هذه الشجرة آكل من ثمرها وأستظل في ظلها، فيقول: يا ابن آدم لم تكن تسألني!! قال: يا رب أين مثلك؟ فلم يزل يرى شيئاً أفضل من شيء، ويسأل حتى يقال له: اذهب فلك ما سعت قدماك وما رأت عيناك، فيسعى حتى يكد أشار بيده قال: هذا وهذا، فيقال له: هذا لك ومثله معه، فيرضى حتى يرى أنه أعطاه شيئاً ما أعطاه أحداً من أهل الجنة، فيقول: لو أذن لي أدخلت أهل الجنة طعاماً وشراباً وكسوة مما أعطاني الله، ولا ينقصي ذلك شيئاً".
وفي إسنادهما موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف.
18672- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن آخر رجل يدخل الجنة رجل يتقلب على الصراط ظهراً لبطن، كالغلام يضربه أبوه وهو يفر منه يعجز عن عمله أن يسعى فيقول: يا رب بلغ بي إلى الجنة ونجني من النار، فيوحي الله إليه: عبدي إن نجيتك من النار وأدخلتك الجنة أتعترف لي بذنوبك وخطاياك؟ فيقول العبد: نعم يا رب وعزتك وجلالك لئن نجيتني من النار لأعترفن لك بذنوبي وخطاياي، فيجوز الجسر ويقول العبد فيما بينه وبين نفسه: لئن اعترفت بذنوبي وخطاياي ليردني إلى النار، فيوحي الله إليه: عبدي اعترف لي بذنوبك وخطاياك أغفرها لك وأدخلك الجنة، فيقول العبد: وعزتك ما أذنبت ذنباً قط ولا أخطأت خطيئة قط، فيوحي الله إليه: عبدي إن لي عليك بينة، فيلتفت العبد يميناً وشمالاً، فلا يرى أحداً فيقول: يا رب أرني بينتك، فينطق الله جلده بالمحقرات، فإذا رأى ذلك العبد يقول: يا رب عندي وعزتك المضمرات، فيوحي الله عز وجل إليه: عبدي أنا أعرف بها منك اعترف لي بها أغفرها لك وأدخلك الجنة، فيعترف العبد بذنوبه فيدخله الجنة، ثم ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، يقول: هذا أدنى أهل الجنة منزلة فكيف بالذي فوقه".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم وضعفاء فيهم توثيق لين.
18673- وعن ابن مسعود قال: إن آخر أهل الجنة دخولاً الجنة رجل مر به ربه عز وجل فقال له: قم فادخل الجنة، فأقبل عليه عابساً، فقال: وهل أبقيت لي شيئاً؟ قال: نعم، لك مثل ما طلعت عليه الشمس أو غربت.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير هبيرة بن مريم وهو ثقة.
قلت: وقد تقدم حديث طويل صحيح رواه ابن مسعود ذكرته في باب جامع في البعث وهو أبين من هذه الأحاديث.
باب أكثر أهل الجنة البله
18674- عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أكثر أهل الجنة البله".
رواه البزار وفيه سلامة بن روح وثقه ابن حبان وغيره وضعفه غير واحد.
بابان في أهل الجنة من هذه الأمة
باب في كثرة من يدخل الجنة من أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
18675- عن جابر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"إني لأرجو أن يكون من تبعني من أمتي ربع أهل الجنة". قال: فكبرنا.
ثم قال: "أرجو أن يكونوا ثلث الناس". قال: فكبرنا، ثم قال: "أرجو أن يكونوا الشطر".
رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط ورجال البزار رجال الصحيح وكذلك أحد إسنادي أحمد.
18676- وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أهل الجنة عشرون ومائة صف أمتي منها ثمانون صفاً وسائر الأمم أربعون صفاً".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه سويد بن عبد العزيز وهو ضعيف جداً.
18677- وعن ابن مسعود قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كيف أنتم وربع أهل الجنة؟ لكم ربعها ولسائر الناس ثلاثة أرباعها؟". فقلنا: الله ورسوله أعلم، قال: "فكيف أنتم وثلثها؟". قالوا: فذاك أكثر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أهل الجنة يوم القيامة عشرون ومائة صف، أنتم منها ثمانون صفاً".
قلت: هو في الصحيح باختصار.
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الثلاثة ورجالهم رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة وقد وثق.
18678- وعن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أهل الجنة عشرون ومائة صف ثمانون منها أمتي".
رواه الطبراني وفيه خالد بن يزيد الدمشقي وهو ضعيف وقد وثق.
18679- وعن معاوية بن حيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أهل الجنة مائة وعشرون صفاً، أنتم ثمانون صفاً والناس سائر كذلك".
رواه الطبراني وفيه حماد بن عيسى الجهني وهو ضعيف.
18680- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أنتم ثلث أهل الجنة أو نصف أهل الجنة".
رواه الطبراني وإسناده جيد.
18681- وعن علي بن خالد أن أبا أمامة مر على خالد بن يزيد بن معاوية فسأله عن ألين كلمة سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ألا كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير على أهله"ز
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير علي بن خالد بن الدولي وهو ثقة.
18682- وعن أبي أمامة قال: لا يبقى أحد من هذه الأمة إلا دخل الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير السوء على أهله، فمن لم يصدقني فإن الله تعالى يقول: {لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى} كذب بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وتولى عنه.
رواه الطبراني موقوفا ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم.
18683- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لتدخلن الجنة كلكم أجمعون أكتعون إلا من شرد على الله شراد البعير".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات على ضعف يسير في بعضهم.
قلت: وقد تقدم في المناقب في فضل الأمة أحاديث نحو هذا.
18684- وعن أبي هريرة قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماذا رد عليك ربك في الشفاعة؟ فقال:
"والذي نفس محمد بيده لقد ظننت أنك أول من يسألني عن ذلك من أمتي لما رأيت من حرصك على العلم، والذي نفس محمد بيده لما يهمني من انقضاضهم على أبواب الجنة أهم عندي من تمام شفاعتي، وشفاعتي لمن شهد أن شهد لا إله إلا الله مخلصاً يصدق قلبه لسانه ولسانه قلبه".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير معاوية بن معتب وهو ثقة.
18685- وعن أبي مالك - يعني الأشعري - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"والذي نفسي بيده ليبعثن الله منكم يوم القيامة إلى الجنة مثل الليل الأسود زمرة جميعاً تخبطون الأرض، فتقول الملائكة: لما جاء مع محمد أكثر مما جاء مع الأنبياء".
رواه الطبراني وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف.
باب ثان منه في كثرة من يدخل الجنة من هذه الأمة
18686- عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"وعدني ربي عز وجل أن يدخل الجنة من أمتي مائة ألف". فقال أبو بكر رضي الله عنه: زدنا يا رسول الله، قال: "وهكذا" وأشار بيده. قال: يا نبي الله زدنا، قال: "وهكذا". قال عمر: قطك يا أبا بكر، قال: "ما لنا ولك يا ابن الخطاب". قال عمر: إن الله إن شاء يدخل الناس الجنة كلهم بحفنة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "صدق الله عمر".
رواه أحمد والطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
18687- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله عز وجل وعدني أن يدخل الجنة من أمتي أربعمائة ألف". فقال أبو بكر: زدنا يا رسول الله، قال: "وهكذا" وجمع كفيه، فذكر نحوه.
رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجالهما رجال الصحيح.
18688- وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً". قالوا: زدنا يا رسول الله، قال: "لكل رجل سبعون ألفاً". قالوا: زدنا يا رسول الله، وكان على كثيب فحثا بيديه، قالوا: زدنا يا رسول الله، قال: "هذه" فحثا بيديه، قالوا: يا نبي الله أبعد الله من دخل النار بعد هذا.
رواه أبو يعلى.
18689- وعن أبي هريرة قال: سألت ربي عز وجل فوعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً على صورة القمر ليلة البدر، فاستزدته فزادني مع كل ألف سبعين ألفاً، فقلت: أي رب إن لم يكن هؤلاء مهاجر أمتي؟ قال: إذاً أكملهم لك من الأعراب".
قلت: له حديث في الصحيح باختصار.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
18690- وعن أسماء بنت أبي بكر قالت: خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعت رجة الناس وهم يقولون: آية ونحن يومئذ في فارع، فخرجت متلفعة بقطيفة للزبير حتى دخلت على عائشة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي بالناس.
قلت: فذكر الحديث إلى أن قال: "وقد رأيت خمسين أو سبعين ألفاً يدخلون الجنة في مثل صورة القمر ليلة البدر". فقام رجل فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: "اللهم اجعله منهم، أيها الناس إنكم لن تسألوني عن شيء حتى أنزل إلا أخبرتكم به". فقام رجل فقال: من أبي؟ قال: "أبوك فلان" - للذي كان ينسب إليه - .
قلت قصة الكسوف في الصحيح.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عباد بن عبد الله بن الزبير وهو ثقة.
18691- وعن أبي بكر بن عمير عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله عز وجل وعدني أن يدخل الجنة من أمتي ثلاث مائة ألف".
فقال عمير: يا نبي الله زدنا، فقال: "هكذا". فقال عمير: يا نبي الله زدنا، فقال عمر: حسبك يا عمير! فقال: ما لنا ولك يا ابن الخطاب؟ وما عليك أن يدخلنا الله الجنة؟ فقال عمر: إن الله إن شاء أدخل الناس الجنة بحفنة أو حثية واحدة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "صدق عمر".
رواه الطبراني وأبو بكر بن عمير لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
باب فيمن يدخل الجنة بغير حساب
18692- عن عبد الله بن مسعود قال: أكثرنا الحديث عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، ثم غدونا إليه فقال:
"عرضت علي الأنبياء الليلة بأممها، فجعل النبي يمر ومعه الثلاثة، والنبي يمر ومعه العصابة، والنبي يمر ومعه النفر، والنبي ليس معه أحد، حتى مر علي موسى صلى الله عليه وسلم معه كبكبة من بني إسرائيل، فأعجبوني فقلت: من هؤلاء؟ فقيل: هذا أخوك موسى معه بنو إسرائيل".
قال: "فقلت: فأين أمتي؟ فقيل لي: انظر عن يمينك، فنظرت فإذا الأفق قد سد بوجوه الرجال، فقيل لي: أرضيت؟ فقلت: رضيت رب".
قال: "فقيل لي: إن مع هؤلاء سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب".
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فدى لكم أبي وأمي، إن استطعتم أن تكونوا من السبعين الألف فافعلوا فإن قصرتم فكونوا من أهل الضراب، فإن قصرتم فكونوا من أهل الأفق، فإني قد رأيت ثم ناساً يتهاوشون".
فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله لي يا رسول الله أن يجعلني من السبعين، فدعا له، فقام رجل آخر فقال: ادع الله يا رسول الله أن يجعلني منهم، فقال: "سبقك بها عكاشة".
ثم تحدثنا فقلنا: من ترون هؤلاء السبعين الألف؟ فقال: قوم ولدوا في الإسلام
ثم لم يشركوا بالله شيئاً حتى ماتوا، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
"هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون".
رواه أحمد بأسانيد والبزار أتم منه، والطبراني وأبو يعلى باختصار كثير وأحد أسانيد أحمد والبزار رجاله رجال الصحيح.
18693- وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخر الظهر إلى آخر الوقت، ثم خرج فصلى ثم قال:
"رأيت فيما يرى النائم أن الأمم عرضت علي، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يجيء في خمسة أو أكثر من ذلك، فرأيت جماعة كثيرة فقلت: إنها أمتي؟ فقيل: هذه أمة موسى. ورأيت عيسى بن مريم أبيض جعداً، يضرب إلى الحمرة، ورأيت - وذكر كلاماً كأن معناه عدد كثير - فقيل: إنها أمتك، وقيل: إن لك معهم سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب".
فقال عكاشة الأسدي: يا رسول الله اجعلني في هؤلاء السبعين، فقال: "أنت منهم". فقال آخر: يا رسول الله اجعلني منهم، فقال: "سبقك بها عكاشة". فقال القوم: من ترون هؤلاء السبعين؟ فقال بعضهم: من رق قلبه للإسلام، وقال بعضهم: قوم من المؤمنين لم يشركوا أو لم يعبدوا شيئاً إلا الله. وارتفعت أصواتهم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما هذه الأصوات؟". فقالوا: يا رسول الله السبعين الذين ذكرتهم من هم؟ قال: "هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون".
رواه البزار عن شيخه عمر بن إسماعيل بن مجالد وهو مجمع على ضعفه.
18694- وعن أبي أيوب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم إليهم فقال لهم:
"إن ربي عز وجل خيرني بين سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب وبين الخبيئة عنده لأمتي". فقال له بعض أصحابه: يا رسول الله أيخبئ ذلك ربك؟ فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج وهو يكبر فقال: "إن ربي زادني مع كل ألف سبعين ألفاً، والخبيئة عنده".
قلت: فذكر الحديث وهو مذكور في الشفاعة.
رواه أحمد والطبراني وفي إسنادهما ضعف.
18695- وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبطأ ذات ليلة عن صلاة العشاء، حتى ذهب هدء من الليل، حتى نام بعض من كان في المسجد، فخرج والناس بين نائم وبين مصل منتظر للصلاة، فقال:
"أما إن الناس لم يزالوا في صلاة ما انتظروها، لولا ضعف الكبير وبكاء الصغير لأخرت العشاء إلى عتمة من الليل".
ثم قال: "يدخل الجنة سبعون ألفاً لا حساب عليهم". قال: ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم تذاكرنا السبعين بيننا، أتراهم الشهداء؟ فقال بعضنا: هم الشهداء، وقال بعضنا: هم المؤمنون. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ما تذاكرون؟". فأخبرناه فقال: "هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير مجالد بن سعيد وقد وثق.
18696- وعن شريح بن عبيد قال: مرض ثوبان بحمص، وعليها عبد الله بن قرط الأزدي، فلم يعده، فدخل على ثوبان رجل من الكلاعيين عائداً، فقال له ثوبان: أتكتب؟ قال: نعم، فقال: اكتب، فكتب للأمير عبد الله بن قرط: من ثوبان مولى
رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد: فلو كان لموسى وعيسى عليهما السلام مولى بحضرتك لعدته. ثم طوى الكتاب وقال له: أبلغه إياه، قال: نعم، فانطلق الرجل بكتابه فدفعه إلى ابن قرط، فلما قرأه قام فزعاً، فقال الناس: ما له؟ أحدث أمر؟ فأتى ثوبان حتى دخل عليه فعاده، وجلس عنده ساعة ثم قام، فأخذ ثوبان بردائه وقال: اجلس حتى أحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعته يقول:
"ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب، مع كل ألف سبعون ألفاً".
رواه أحمد والطبراني باختصار.
18697- وعن أبي سعيد - يعني الخدري - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم". فقام عكاشة فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، قال: "اللهم اجعله منهم". فسكت القوم، ثم قال بعضهم لبعض: لو قلنا: يا رسول الله ادع الله أن يجعلنا منهم! قال: "سبقكم بها عكاشة وصاحبه، أما إنكم لو قلتم لقلت، ولو قلت لوجبت".
رواه البزار وفيه عطية وهو ضعيف وقد وثق ومحمود بن بكر لم أعرفه.
18698- وعن الفلتان بن عاصم قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في المجلس، فشخص بصره إلى رجل في المسجد يمشي، فقال: "أيا فلان". قال: لبيك يا رسول الله، ولا ينازعه الكلام إلا قال: يا رسول الله، قال له: "أتشهد أني رسول الله". قال: لا.
قال: "أتقرأ التوراة؟". قال: نعم، قال: "والإنجيل؟". قال: نعم، قال: "والقرآن؟". قال: والذي نفسي بيده لو أشاء لقرأته، ثم ناشده: "هل تجدني في التوراة والإنجيل؟". قال: نجد مثلك ومثل مخرجك ومثل هيئتك، فكنا نرجو أن يكون فينا، فلما خرجت خفنا أن تكون أنت هو فنظرنا فإذا أنت لست هو. قال: "ولم ذاك؟". قال: معه من أمته سبعون ألفاً ليس عليهم حساب ولا عذاب، وإنما معك نفر يسير. فقال: "والذي نفسي بيده لأنا هو، وإنهم لأمتي، وإنهم لأكثر من سبعين ألفاً وسبعين ألفاً".
رواه البزار ورجاله ثقات.
18699- وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"سبعون ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب، هم الذين لا يكتوون ولا يكوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون".
رواه البزار وفيه مبارك أبو سحيم وهو متروك.
18700- وعن رفاعة بن عرابة قال: صدرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل أناس يستأذنون رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يأذن لهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما بال شق الشجرة التي تلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبغض إليكم من الشق الآخر؟". فلا ترى من القوم إلا باكياً، فقال أبو بكر: إن الذي يستأذنك في نفسي بعد هذا لسفيه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه وقال: "أشهد عند الله" وكان إذا حلف قال: "والذي نفس محمد بيده، ما منكم من أحد يؤمن بالله ثم يسدد إلا سلك الجنة، ولقد وعدني ربي أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب، وإني لأرجو أن لا يدخلوها حتى تبوؤوا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذراريكم مساكن في الجنة". فذكر الحديث.
قلت: عند ابن ماجة طرف منه يسير.
رواه الطبراني والبزار بأسانيد ورجال بعضها عند الطبراني والبزار رجال الصحيح.
18701- وعن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ليبعثن الله من مدينة بالشام يقال لها: حمص تسعين ألفاً لا حساب عليهم، ما بين الزيتون والحائط والبرت الأحمر".
رواه البزار وفيه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم وهو ضعيف.
18702- وعن سهل بن سعد قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن في أصلاب أصلاب أصلاب رجال من أصحابي رجالاً ونساء يدخلون الجنة بغير حساب". ثم قرأ: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم}.
رواه الطبراني وإسناده جيد.
18703- وعن سمرة بن جندب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن من أمتي أمة يدخل الله الجنة منهم سبعين ألفاً بغير حساب".
رواه الطبراني ورجاله وثقوا، ورواه البزار بإسناد ضعيف.
18704- وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا كان يوم القيامة قامت ثلة من الناس يسدون الأفق نورهم كالشمس، فيقال: النبي الأمي فيتحسحس لها كل نبي، فيقال: محمد وأمته، ثم تقوم ثلة أخرى
تسد ما بين الأفقين، نورهم كالقمر ليلة البدر". فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فيتحسحس لها كل نبي، فيقال: يا محمد وأمته، ثم تقوم ثلة أخرى تسد ما بين الأفق، نورهم مثل كل كوكب الشمس، فيقال: النبي الأمي، فيتحسحس لها كل نبي، ثم يحثي حثيتين فيقال: هذا لك يا محمد وهذا مني لك يا محمد، ثم يوضع الميزان ويؤخذ في الحساب".
رواه الطبراني ورجاله وثقوا.
18705- وعن أبي أمامة قال: تخرج يوم القيامة ثلة غرٌ محجلون، فتسد الأفق، نورهم مثل نور الشمس، فينادي مناد: النبي الأمي، فيتحسحس لها كل نبي أمي، فيقال: محمد وأمته، فيدخلون الجنة ليس عليهم حساب ولا عذاب، ثم تخرج ثلة أخرى غراً محجلين، نورهم مثل نور القمر ليلة البدر، فتسد الأفق، فينادي مناد: النبي الأمي، فيتحسحس لها كل نبي أمي، فيقال: محمد وأمته، فيدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، ثم تخرج ثلة أخرى نورهم مثل أعظم كوكب في السماء، يسد الأفق نورهم، فينادي مناد: النبي الأمي، فيتحسحس لها كل نبي أمي، فيقال: محمد وأمته، فيدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، ثم يجيء ربك عز وجل ثم يوضع الميزان والحساب.
رواه الطبراني ورجاله وثقوا على ضعف فيهم.
18706- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"عرضت علي الأمم". قلت: فذكر الحديث. إلى أن قال: فقام عكاشة بن محصن فقال: أنا منهم
يا رسول الله؟ قال: "نعم، ". فذكر الحديث. وهو في الصحيح باختصار قوله للثاني: "نعم".
رواه البزار والطبراني باختصار ورجال البزار رجال الصحيح غير محمد بن موسى الحرشي وهو ثقة.
18707- عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب". فقال أبو بكر: يا رسول الله زدنا، فقال: "وهكذا". فقال عمر: يا أبا بكر إن شاء الله أدخلهم الجنة بحفنة واحدة .
رواه البزار ورجاله ثقات على ضعف في أبي هلال الراسي قليل.
18708- وعن عتبة بن عبد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن ربي وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً بغير حساب، ثم يشفع كل ألف لسبعين ألفاً".
قلت: فذكر الحديث وهو طويل ويأتي في صفة الجنة.
رواه الطبراني في الأوسط والكبير من طريق عامر بن زيد البكالي وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه، وبقية رجاله ثقات.
18709- وعن أبي سعد الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن ربي وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً بغير حساب، ويشفع كل ألف لسبعين ألفاً، ثم يحثي ربي ثلاث حثيات بكفيه".
قال قيس: فقلت لأبي سعد: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم
بأذني ووعاه قلبي. وقال أبو سعيد: وذلك إن شاء الله يستوعب مهاجري أمته ويوفي الله عز وجل بقيته من أعرابنا.
رواه الطبراني في الأوسط والكبير إلا أنه قال في الأوسط أبو سعيد الأنماري، ورجاله ثقات.
18710- وعن أسماء بنت أبي بكر قال: خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعت رجة الناس وهم يقولون آية، ونحن في فارع يومئذ، فخرجت متلفعة بقطيفة للزبير حتى دخلت على عائشة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي للناس، قلت فذكر الحديث. إلى أن قال:
"وقد رأيت خمسين أو سبعين ألفاً يدخلون الجنة في مثل صورة القمر ليلة البدر". فقام رجل فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: "اللهم اجعله منهم، أيها الناس إنكم لن تسألوني عن شيء حتى أنزل إلا أخبرتكم به". فقام رجل فقال: من أبي؟ فقال: "أبوك فلان". - للذي كان ينسب إليه - .
قلت: حديث أسماء في الكسوف في الصحيح وغيره.
رواه أحمد والطبراني، وزاد الطبراني: قالت: رقي رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال:
"يا أيها الناس إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجل لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة والصدقة وذكر الله، وقد رأيت منكم خمسين ألفاً - أو سبعين ألفاً - يدخلون الجنة بغير حساب". فذكر نحوه ورجاله ثقات.
18711- وعن عامر بن عمير قال: لبث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً لا يخرج إلى صلاة مكتوبة، فقيل له في ذلك، فقال:
"إني وجدت ربي ماجداً كريماً، أعطاني مع كل واحد من السبعين الألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب سبعين ألفاً، فقلت: إن أمتي لا تبلغ هذا أو تكمل هذا، فقال: أكملهم لك من الأعراب".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني، واختلف في اسم
صحابيه فقيل: عمرو بن عمير، وقيل: عمير بن عمرو، وقيل: عمارة بن عمير، وقيل: عمرو بن حزم، وقيل: عمرو بن بلال.
18712- وعن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أعطيت سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، وجوههم كالقمر ليلة البدر، وقلوبهم على قلب رجل واحد، فاستزدت ربي عز وجل فزادني مع كل واحد سبعين ألفاً". قال أبو بكر رضي الله عنه: فرأيت أن ذلك يأتي على أهل القرى ويصيب من حافات البوداي.
رواه أحمد وأبو يعلى وفيهما المسعودي وقد اختلط وتابعيه لم يسم، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
18713- وعن عبد الرحمن بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن ربي أعطاني سبعين ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب". فقال عمر: يا رسول الله فهلا استزدته؟ قال: "قد استزدته فأعطاني مع كل رجل سبعين ألفاً". قال عمر: فهلا استزدته؟ قال: "قد استزدته فأعطاني مع كل رجل سبعين ألفاً". قال عمر: فهلا استزدته؟ قال: "قد استزدته فأعطاني هكذا" وفرج عبد الله بن أبي بكر بين يديه، قال عبد الله: وبسط باعيه، وحثا عبد الله، وقال هشام: وهذا من الله، لا ندري ما عدده.
رواه أحمد والبزار بنحوه، والطبراني بنحوه، وفي أسانيدهم القاسم بن مهران عن موسى بن عبيد، وموسى بن عبيد هذا هو مولى خالد بن عبد الله بن أسيد ذكره ابن حبان في الثقات، والقاسم بن مهران ذكره الذهبي في الميزان وأنه لم يرو عنه إلا سليم بن عمرو النخغي وليس كذلك، فقد روى عنه هذا الحديث هشام بن حسان، وباقي رجال إسناده محتج بهم في الصحيح.
18714- وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا وقف العباد للحساب جاء قوم واضعي سيوفهم على رقابهم تقطر دماً، فازدحموا على باب الجنة فقيل: من هؤلاء؟ قيل: الشهداء كانوا أحياء مرزقين، ثم نادى مناد: ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة، ثم نادى الثالثة: ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة، قال: ومن ذا الذي أجره على الله فليدخل الجنة، فقام كذا وكذا ألفاً فدخلوها بغير حساب".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا على ضعف يسير في بعضهم.
قلت: وقد تقدم حديث حذيفة وغيره في فضل الأمة في أواخر كتاب المناقب.
بابان في أواغئل أهل الجنة
باب في أوائل من يقرع باب الجنة
18715- عن أبي بكر - يعني الصديق - قال: لا يدخل الجنة بخيل ولا خب ولا خائن ولا سيئ الملكة، وأول من يقرع باب الجنة المملوكون إذا أحسنوا فيما بينهم وبين الله عز وجل وفيما بينهم وبين مواليهم، فذكر الحديث.
قلت: رواه الترمذي وابن ماجة باختصار.
رواه أحمد وأبو يعلى وقد حسنه الترمذي بهذا الإسناد. باب منه
18716- عن أبي سعيد الخدري وعبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أول زمرة يدخلون الجنة يوم القيامة وجوههم على صورة القمر ليلة البدر، والذين يلونهم كأحسن كوكب دري في السماء، ولكل واحد منهم زوجتان، على كل
زوجة سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء اللحم كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء".
قلت: رواه الترمذي باختصار.
رواه الطبراني في الأوسط وإسناد ابن مسعود صحيح، وفي إسناد أبي سعيد عطية والأكثر على تضعيفه، وروى البزار حديث ابن مسعود فقط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق